editors choice most recent most popular

كلب ابن كلب   Report this
  • Facebook
  • Twitter
  • email
  • Bookmark and Share

صفحة من مذكرات فوكس

هشام نصر

…ثم ان السكن تحت الدرج ليس بمهانة. سمعت أن رجلاًَ مازال في السرداب منذ ألف عام، ورأيت بأم عيني على التلفزيون رئيساً ملتحياً يخرجه الجنود من كوّة تحت الأرض! مسكني الجديد ليس غاية في السوء. فهنا بامكاني دائماً أن اجد الطعام في المزبلة القريبة وأن أعاشر من طاب لي من أبناء جنسي. على الأقل، الحال هنا أفضل بألف مرة من الساقية التي رميت فيها يوم الأربعاء المشهود.

عضضت الصغير وهذا حقي! جميع كلاب الشارع هنا توافقني الرأي. ولادته كانت بداية مشاكلي وقد صبرت عليه عامين. ما كان أطول أناتي! قبل ولادته كنت أسرح في الدار وأمرح على هواي. لم تكن غرفة النوم أرضاً محرّمة، ولا كان النباح جريمة. كنت مواطناً من الدرجة الأولى، وموضع دهشة الزوار. لا انكر اني كثيراً ما كنت أُفسد على ام سامي نهارها إذ أطال قطعة لحم من المطبخ أو أقتنص دجاجة من “فوج السنة” وكأنها ملك عام في الحي، لأكلها فوق الشبع… كانت توبخني، وفي أسوأ الأحوال تربطني خارج الدار. لكنها لم تجن أبداً جنونها يوم قفزتُ إلى سرير الطفل النائم فأفاق مذعوراً وراح يبكي ويعوي… يومها عرفت طعم العقاب والجوع لأول مرة. عرفت أن هذا الكائن الصغير سيكون نقمة أيامي..

هشام نصر، طبيب ومدرب يوغا، يداوي نفسه بالكتابة. له مجموعة من القصص والمقالات، وديوانا شعر منشوران قصيدة قصيدة على الرفوف وفي الجوارير في بيوت الأهل والأصدقاء.

The complete article is found in the February 2010 issue of Kazamaza.

0 votes
0 comments