حُمُص وطائفية لموسوعة غينيس

أركب سيارة الأجرة كل يوم، هادفاً الوصول إلى مكانٍ آخر، لا أكثر.

أفتح الباب للدخول وألقي التحية على السائق الذي يرد التحية بدوره، قبل أن يعيد تشغيل جهاز الراديو ليستمع إلى الضوضاء السياسية… تمر بضع دقائق قبل أن تبدأ عملية الإنتحاب اليومي: “يلعن إختو هالبلد، رح نضلّ ندفع بنزين عالفاضي، عم اشتغل ليل نهار ما عم طلع شي، شو جايينا من وراهن هالزعما؟”، علماً بأن صورة أحد هؤلاء تزين حاملة مفاتيحه. أقول له بصوتٍ منخفض: “بتفرج يا عمّ، روق ما بتحرز تحرق أعصابك”، وأصمت.

بعد قليل يسألني ذلك السؤال العجيب: “من وين إنت؟”، أفكر إذا قلت له من لبنان فسوف أزعجه، ربما أن نيّّته حسنة وكان جلّ مراده التعرف عليّ. أتردد قليلاً قبل أن أقول له: “من بيروت يا عم”، وأصمت. تمضي ثوانٍ قليلة قبل أن يطرح سؤالاً آخر: “من وين من بيروت؟ ووين قاعد؟”، فأجيبه. يلاحظ تعابير الإمتعاض التي بدأت بالظهور على وجهي، فيعود ويسأل مرةً أخرى: “من أي عيلة يا إبني؟”…

هاني عضاضة، يساري غريب الأطوار، يعاني من جنون العظمة والفصام اللبناني، يمارس الكتابة كهواية وللمتعة وغيرها من الأسباب التي لا يستطيع أن يكشف عنها من أجل الحفاظ على ما يسمى بالأمن القومي اللبناني. يحب الماعز، كما وهو مهتم بتشخيص الحالات التالية: العنصرية والتمييز العنصري في لبنان.الطائفية والسلطة الدينية في لبنان.الكهرباء والشموع في لبنان. وأخيراً وليس آخرا، فخرنا ومجدنا: الحمص، الكبه والتبولة، ولبنان

The complete article is found in the February 2010 issue of Kazamaza.